بقلم: الشماس محب بشاي
سأله رئيس قائلاً «أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية» (لو18:18).
كان السيد المسيح يطوف القري والمدن يبشر ويدعو الناس إلى التوبة والايمان به ليرثوا الحياة الأبدية, ولكن هذا الشخص جاء ليسأل الرب يسوع, ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ إنه مشتاق إلى هذه الحياة وواضح أيضاً أنه صادق حيث أنه حفظ الوصايا منذ حداثته أي في وقت مبكر من العمر وربما أيضاً سالك فيها, ويعمل بها, ولكن كان هناك شيئاً واحداً محتاج إليه, وهي محبة غريبة تعرقل المسيرة, حيث أن الوصية تقول: «تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن فكرك ومن كل قدرتك …» (مر30:12). وهذا يعني محبة الله تكون كل شئ في القلب وباقي الأمور تأتي تباعاً, النفس وهي مركز المشاعر تكون كلها مقدسة, وأيضاً الفكر, مستأثرين كل فكر لطاعة المسيح, ثم يختم الكل بالقدرة كلها, وهذا يعني الكيان بالكامل يكون مقدس, لكن إذا حدث شرخ في هذا الكيان يصبح مزعزع, وغير كامل لذلك وضع الرب يسوع أصبعه على نقطة الضعف, وهي إمتلاك المال الوفير, إن الوصية تطلب منك العشر وربما الشخص يدفع أكثر من العشر, ولكن هناك شرط آخر وهو العطاء بفرح «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو إضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الرب» (2كو7:9).
إذاً ليس العطاء كفريضة بل حب في العطاء, حتى أن هذا الحب يخلق نموا وزيادة في العطاء, حتى أنه يقول: «والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل إكتفاء كل حين في كل شئ تزدادون في كل عمل صالح» (عدد8). نجد الرسول بولس يتحدث بلغة الإيمان التام فيقول ويكرر كلمة «كل» في كل الجملة.
في كل يوم نقوم فيه بعمل روحي صوم أو صلاة أو تسبيح أو تناول، نبحث عن هذا الشئ الذي يمتلكنا حتى أنه يعوق نمونا وتقدمنا, إن شهوات الجسد أو محبة العالم إن لم تقاوم فهي تزداد نمواً ومع مرور الوقت يصعب علينا التخلص منها, إن العالم يسير بسرعة ويتقدم في العلم والتكنولوجيا الحديثة وكلها تدعو الناس إلى الاشتراك فيها والغرق في دائرة مفرغة لا تنتهي, كما يقول الكتاب: «… تركوني أنا ينبوع المياه الحية وحفروا لأنفسهم آبارا مشققة لا تضبط ماء» (ار14:2). لذلك وجب علينا السهر على خلاص أنفسنا, الله ينتظر منّا الكمال النسبي, بأن نكون أحرار, لذلك يقول: «فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً» (يو36:8). وهذا لكي لا يكون إبن الله ممتزج بالعالم بل بالحري منفصل عنه.
يتعجب البعض إذا كان الله ينظر إلى شئ واحد يمتلكنا, في سفر الرؤيا نجد أن الله يمدح أعمال ملائكة الكنائس, لكنه يعاتبهم على شئ واحد وهذا الشئ الواحد يقابله الله بعقاب مكلف للشخص فيقول: «كن ساهراً وشدد ما بقي … لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله» (رؤ2:3).
وإلى ملاك كنيسة فيلادلفيا يقول:«ها أنا آتي سريعاً، تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك».
ورغم هذه الانذارات للاشخاص والخدام, إلا أن هناك أيضاً شهادات من الله لأشخاص ذكرهم الكتاب مثل زكريا الكاهن وزوجته اليصابات, كانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم , إنها شهادة الكتاب المقدس. وهكذا يوصي الله الجميع أن يبحث كل واحد عن نقطة الضعف ويصلحها، وتكون أصوامنا وصلواتنا مثمرة ومقبولة أمام الله.