
نشكر الرب أننا احتفلنا بعيد الميلاد المجيد لرب المجد الذى تجسد وتأنس لأجل خلاص جنس البشر , وقد ولد من كلية الطهر أم النور سيدتنا كلنا القديسة العذراء مريم . وفى اليوم الحادى عشر من شهر طوبة الموافق 19 يناير , نحتفل بعيد الظهور الألهى الذى فيه تعمد ملك الملوك ربنا يسوع المسيح من القديس يوحنا المعمدان , وكان ذلك فى نهر الأردن فى العام الواحد والثلاثين من ميلاد الرب يسوع , إذ تقدم الرب يسوع الى يوحنا المعمدان الذى كان يعمد اليهود ويقول لهم ” أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذى يأتى بعدى الذى هو أقوى منى الذى لست أهلا أن أحمل حذائه , هو سيعمدكم بالروح القدس ونار …” (متى1:3) , فلما تقدم يسوع الى يوحنا ليعتمد منه , قال يوحنا ” أنا المحتاج أن اعتمد منك , فقال له الرب أســمـح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ….” (متى13:3) .
بهذا التواضع العجيب من الرب يسوع الذى أخلى نفسه من مجد الألوهية وتجسد كانسان كامل ما عدا الخطية وحدها , بهذا التواضع جاء يطلب من عبده يوحنا الذى اعترف وقال عنه أنه ليس أهلا أن يحمل حذائه , جاء الرب بكل هذا التواضع وطلب اليه ليعمده . يقول الكتاب ” أنه عندما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء , واذا السموات قد انفتحت له فراءى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه وصوت من السموات قائلا ( هـذا هـو ابنـى الحبـيـب الذى به ســررت ) (متى16:3). وتكلم كل من القديس مرقس الرسول والقديس لوقا الرسول عن أن الروح القدس نزل بهيئة جسمية مثل حمامة وصوت من السماء قائلا ” أنت أبنى الحبيب الذى به سررت ” (مرقس10:1) (لوقا21:3) , ثم يقول القديس يوحنا الرسول أن ” يوحنا المعمدان رأءى يسوع مقبلا إليه فقال هذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم …. وشهد قائلا أنى قد رأيت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه …. والذى أرسلنى لأعمد قال لى …. أن هذا هو الذى يعمد بالروح القدس , وأنا (يوحنا المعمدان) قد رأيت وشهدت أن هذا هو إبن الله ” (يوحنا29:1) .
اننا نحتفل بعيد الظهور الألهى ويسمى أيضا (عيد الثاؤفانيا باليونانى) , وهو عيد الغطاس لأن الرب يسوع تعمد بالتغطيس فى الماء , أذ قال الكتاب المقدس أنه عندما اعتمد يسوع صعـــد من الماء , فنحن نعتمد بالتغطيس فى الماء , باسم الأب والأبن والروح القدس, لأن الرب يسوع قال لتلاميذه “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم , وعمدوهم باســـم الأب والأبن والروح القدس ..” قال الرب عمدوهم بأســــم وليس بأســـماء لأن الأب والأبن والروح القدس إلـــــه واحــــــد , وكما قال يوحنا الرسول ” الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة الأب والكلمة والروح القدس , وهؤلاء الثلاثة واحـــــد ” (1يوحنا 7:5) .
هذا هو الثالوث القدوس الأله الواحد الذى نؤمن به أن الآب فى السماء يعلن أن هذا هو الأبن فى الماء هو الأبن الوحيد , الأبن كلمة الله منذ الأزل الذى تجسد ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين , وهذا هو الروح القدس , روح الآب والأبن , روح الحق . هذا هو الثالوث القدوس الآب والأبن والروح القدس إله واحـد آمين . هذا أيمان كل المؤمنين بالرب يسوع الأبن الكلمة الذى تجسد لأجل خلاصنا , والروح القدس الذى نناله فى سر المعمودية وسر الميرون , فيعمل فينا الروح ويرشدنا الى طريق الحق , طريق التوبة والخلاص ونوال الحياة الأبدية .
فما أسعدنا نحن المؤمنين بالرب يسوع المسيح الكلمة الذى تجسد من أجل خلاص كل البشرية لكل من يؤمن به , وقد قال الرب ” أن الذين قبلوه (أى قبلوا الأيمـان بالرب يسـوع ) أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله , أى المؤمنين بإسمه الذين ولـــــدوا ………. من الله ” (يوحنا13:1), فان الرب يسوع هو الكلمة المتجسد الأبن الوحيد منذ الأزل , ومن محبته لجنس البشر أنعم على كل المؤمنين باسمه القدوس الذين اعتمدوا باسم الثالوث القدوس وقبلوا الروح القدس , أنعم عليهم بأن يكونوا أولادا لله , وكما يقول القديس يوحنا الرسول ” انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله” (1يوحنا1:3) . فنشكر الرب الأله من كل قلوبنا على محـبـتـه وخـلاصـه لنـــــا . ولألهنا المجــــد الدائــم الى الأبــد آميـــــــن .