لما حدث الانشقاق الخليقدرنى سنه 451 م ونفى القديس ديسقورس البطريرك 25 من باباوات الاسكندريه عن كرسيه . تعرضت الكنيسه القبطيه لاضطهاد شديد من أصحاب الطبيعتين . واستولى الروم الملكيون على كنائسنا .
ظل جسد القديس مار مرقس ورأسه معا فى تابوت واحد حتى سنه 644 م . وكان هذا التابوت محفوظا فى كنيسه ( بوكاليا ) ويروى لنا التاريخ أن رأس القديس مرقس الرسول سرقت فى هذه الاثناء لكنها عادت الى الاقباط . تسلمها البابا بنيامين البطريرك 38 وأحتفظ بها . كانت جميع الكنائس فى أيدى الروم ومن بينها الكنيسه التى تضم جسد الرسول مرقس .
ويروى ابن كبر فى كتاب مصباح الظلمه (الجزء الرابع ) عن جسد القديس مرقس فيقول ( لم يزل الجسد مدفونا بالبيعه الشرقيه على شاطئ البحر بالاسكندرية . الى ان تحايل بعض الفرنج البنادقة وسرقوا الجسد وتركوا الرأس وتوجهوا بالجسد الى البندقيه . والسبب أنهم لم يسرقوا الرأس ذلك لان الرأس لم تكن مع الجسد وانما فى حوزة الاقباط وحادثه سرقه البنادقة للجسد تمت سنه 828 .
يروي المؤرخ جرجس فيلوثاؤس عوض فى بحث له عن مار مرقس تفاصيل أخرى عن سرقه جسده فيقول ( كان يحفظ رفات القديس مرقس الراهب استرجيوس والقس تادرس فاحتال عليهما التاجران ورستيكوس وتريبونوس من أهالى البندقية وأوهمهم أنهما يخشيان أن تضيع هذه الذخيرة الثمينه . ولذلك فانهما سيحفظانها فى البندقيه حتى تنقضى فترة الاضطهاد . فأستجاب لهما الحافظان. وما ان وصلا الى البندقيه حتى قابلهما البنادقه بفرح عظيم واحتفالات لا مثيل لها .
بعد وصول الجسد الى البندقيه سنه 828م اهتم حاكمها الدوق جستنيان ببناء هيكل فخم وضع فيه الجسد . غير ان هذا الهيكل أحترق سنه 977 ثم بنيت للجسد كنيسه تعتبر من أفخم كنائس العالم هى كنيسه مار مرقس بالبندقية بدء فى بنائها سنه 1052 م فى ايام الدوق دومينيكو وقد تبارى فى بنائهاوتجميلها أعظم مهندسى وفنانى العالم وقد نقشت قبابها وجدرانها بلوحات فنيه غايه فى الجمال . منقوش عليها ومكتوب بالذهب تاريخ نقل جسد مار مرقس . وفى بدايه القرن العشرين أجريت ترميمات جديدة فى القبه تبارى فيها الفنانون . وقد أقاموا احتفالا كبيرا بتكريس القبه الجديدة فى 25 ابريل سنه 1912م حضرة نائب عن ملك بريطانيا . كان باباوات روما شديدى العنايه بأمر هذه الكنيسه وجسد القديس المحفوظ فيها .
القديس البابا كيرلس السادس البطريرك 116
شاءت العنايه الالهيه ان يصبح الراهب القس مينا البراموسى . ليكون البطريرك للكرازة المرقسيه فى يوم 10مايو سنه 1959م . وبعدها بايام قليله قصد البابا الى مريوط يتبعه جمهور من الشعب من مصر والاسكندرية . وهناك أقام القداس الالهى ليبدء ببناء دير على أسم القديس مار مينا العجايبى على مقربه من خرائب ديره القديم.
ومع ان رئاسة هذا البابا لم تدوم غير 11 سنة إلا أنه الأعمال التي قام بها و الأحداث التي جرت في عهده تساوي أضعاف هذه المدة فما أكثر العجائب التي صنعها ويكفى القول بأن السيدة العذراء تجلت في الكنيسة التي تحمل اسمها في الزيتون في 2 أبريل سنة 1986م . وفي نفس السنة تهلل الجميع بعودة رفات القديس مارمرقس بعد غياب طال 1000 سنة (إذا كان التجار البندقيون قد سرقوا الجسد في أواخر القرن التاسع الميلادي).
لقد توالى على الكرسي المرقسى بعد حادثة سرقة جسد القديس مارمرقس عشرات من الآباء البطاركه . لم يخطرببال أي منهم أن يحاول استعادة جسد القديس مار مرقس حتى جاء البابا كيرلس السادس .
احتفال مدينه البندقيه ( فينيسيا ) بمرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقس
بمناسبة احتفال مدينة البندقية فينيسيا بمرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقس الرسول شفيع البندقية والبنادقه . وجه غبطه الكاردينال أوربانى بطريرك البندقية الدعوة إلى صاحب القداسه البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية لحضور هذا الاحتفال الذي يقام في كاتدرائية القديس مرقس الذهبيه بالبندقيه فى 25 من ابريل سنه 1969م.
وتلبيه للدعوة ارسل قداسة البابا كيرلس السادس خطابا إلى غبطة بطريرك البندقيه يشكره على دعوته معتذرا عن حضوره شخصيا معبرا عن مشاركته الروحية والقلبية في هذه المناسبة الكريمة وقد قرر قداسة البابا انتداب بعثه بابويه للسفر إلى البندقية وحضور احتفالات القديس مار مرقس بها .
وقد تشكلت البعثه البابوية من 10 من الاعضاء . الحبر الجليل الأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها . نيافه الانبا انطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة . وسكرتير المجمع المقدس . الانبا غريغوريوس اسقف عام الدراسات اللاهوتيه. القمص مرقس غالى . القمص تيموثاوس المحرقى . القمص جرجس متى . القمص متى ساويرس . الاستاذ البرت برسوم سلامه . المهندس فوزى منصور . المهندس شاروبيم اقلاديوس .
وقد رأى قداسه البابا كيرلس ان يتم توجيه الدعوة الى قداسه البابا بولس السادس بابا روما لزيارة القاهرة .بدء المفاوضات مع الفاتيكان لاعادة جسد مار مرقس .
وبعد هذه الزياره المباركه لوفد الكنيسه الارثوذكسيه حيث تم حضور الاحتفالات بمناسبه مرور 19 قرنا على استشهاد القديس مرقس الرسول . بعدها بدأت المفاوضات لاعادة جسد القديس مار مرقس . رحب بابا روما وارسل الى بطريرك البندقيه . حيث يوجد الجسد . ولكنه رفض محتجا انه لا يستطيع التفريط فى هذا الجسد . فهو شفيع البندقيه . ولكن بابا روما عاد يكرر الطلب بينما بطريرك البندقيه ظل متمسكا برفضه الى ان وافق فى النهايه . بعد صلوات البابا كيرلس ودموعه .
اوفد البابا كيرلس وفدا مكونا من 75 فردا بينهم اساقفه ومهنه وشمامسه وعلمانيين . مع وفد من الكنيسه الاثيوبيه . أقلتهم جميعا طائرة خاصه . وقد استقبل الوفد فى روما بحفاوة بالغه وتم الاحتفال رسميا يوم 22 يونيو 1968م بتسليم الجسد وسط فرحه غامرة .
واستقل الوفد عائدا . حيث وصل الى مطار القاهرة الدولى . وكان فى انتظار الجسد ما يزيد عن المائه الف مواطن فضلا عن اعضاء الوفود الاجنبيه والهئيات الدينيه والإدرايه وتدخلت حكمه السماء فى ذلك اليوم لتظهر قدسيه جسد هذا الرسول العظيم . فعندما كانت الطائرة تحلق فى سماء المطار أستعدادا للهبوط . ظهرت حمامه بيضاء حلقت على ارتفاع منخفض وقد شوهدت فى ظلام الليل . فصاح الحاضرين مسبحين وممجدين الله بصوت يشبه الرعد .
وعند هبوط الطائرة ظهرت الحمامه البيضاء مرة ثانيه فوق جسم الطائرة التى كانت محركاتها مازالت تدور . ويصدر عنها صفير قوى . وصعد البابا كيرلس سلم الطائرة . وحمل الجسد الطاهر وسط تعليل الجميع وهتافهم فاهتزت ارجاء المطار . وعند ركوب قداسه البابا سيارته حاملا الجسد على ركبتيه رأى البعض الحمامه البيضاء داخل السيارة بجوار الجسد الطاهر .
وقد اودع الجسد مكانا خاصا فى الكاتدرائية المرقسيه القديمه بعد ان دار به البابا فى كل انحاء الكنيسه مع الكهنه والشمامسه وسط الترتيل والتسابيح حاملين الصلبان والشموع والبخور. كذلك شاهد السكان المحيطين بالكاتدرائية نورا عجيبا فوق قبابها ليله وجود الجسد الطاهر قبل نقله الى الكاتدرائيه الجديده .
بركه صلوات وشفاعه الرسول والكاروز . والانجيلى والشهيد ناظر الاله تشملنا جميعا . مع ابينا القديس البابا كيرلس السادس . لالهنا المجد الدائم امين .
الى اللقاء فى المقبله
جاري التحميل ...