
كلمة الدبلوماسية ،، تعني قماشة عريضة،، متعددة الأوجه والملمس، تتطلب كفاءة ومهارة لمن يتعامل بها، ويجيد تطويعها، خاصة في المجال الروحي، لتتسربل برداء روحي يليق بمكانها.
وأهم الملامح المميزة للدبلوماسية:
-
- الحرص على بناء جسر يربط بين التعقل والاتزان والجدية.
-
- الحوار الهادئ، المنظم، والمثمر، وتبادل وجهات النظر المتنوعة، والحفاظ على سياسة التهدئة والنفس الطويل.
-
- المهارة الفائقة في تجنب الاصطدام والاشتباك، مع تجنب التعصب الأعمى.
-
- الملاحظة الدقيقة، والبحث عن المداخل المناسبة لطرح الرؤى، مع إعمال الفكر والعقل.
-
- البشاشة والتسامح بروح المرح المعتدل، والترفع عن التوافه، فالعالم لم يعد محتاجا إلى مزيد من التوتر.
-
- الحرص على الخروج من الحوارات والمناقشات بلا خسارة أو عداءات، فارحل تاركاً أثراً طيباً، فرابح النفوس حكيم، فامتلك القدرة بلباقة أن تقول ما تعتقده، وأن تفعل ما تقول دون خسارة أو تنازل عن الثوابت.
-
- اكتساب مهارة قبول الاختلاف،، فليس شرطا أن تقتنع بما أنا أقتنع به، فالاختلاف شئ طبيعي في الحياة، وعندما تحاول أن تفهم الآخر، هذا لا يعني قناعتك بما يقول، ولكن أساعده على توضيح رأيه، وفهم قصده، دون الوقوف عند ألفاظه، فليس من الدبلوماسية أن تحكم على الشخص المختلف معك من مجرد لفظ، أو سلوك عابر، بل تعامل مع الآخر بما تحب أن يعاملك به «كل ما تريدون أن يفعل الله بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم».
-
- امتلاك القدرة على إذابة الجليد، رغم ما يتسم به من غموض، «دعونا نختلف لنتفق».
-
- يجيد عملية التواصل والاتصال (من يقول؟ وماذا يقول؟ ولمن يقول؟ ومتي يقول؟ ولماذا يقول؟ وكيف يقول؟).
والتساؤل الآن، لماذا الدبلوماسية الروحية؟
هل على سبيل الوجاهة الاجتماعية؟! أم نحن مطالبون بذلك من الكتاب المقدس؟
من خلال تأمل في رسالة بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس (٥: ٢٠) «نسعي كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا».
وهنا ينبهنا بولس الرسول لطبيعة رسالتنا علي الأرض، فلا يوجد سفير يمثل نفسه، أو يعمل مايحلو له، السفراء يمثلون من أرسلوهم ، وهذا ما قاله السيد المسيح «ليري الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات»(مت ٥: ١٦). - ترى ما هي النتائج التي سيخرجون بها بعد ملاحظة أفعالك معالي السفير: هل تعكس حياتي شئ عن:
- يجيد عملية التواصل والاتصال (من يقول؟ وماذا يقول؟ ولمن يقول؟ ومتي يقول؟ ولماذا يقول؟ وكيف يقول؟).
-
- اتضاع السيد المسيح
-
- إنكار ذاته، سعة تسامحه، فيض محبته التي ليس لها حدود.
-
- رقته، وعذوبة كلمات النعمة على فمه.
-
- التعب لأجل راحة الآخرين، وطول الاناة والقدرة على التحمل.
-
- يجول يصنع خيرا، ويصنع سلاما.
وهل تستحق أن يقال لك: «نعما أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينا في القليل سآقيمك علي الكثير»، راجع نفسك وأسلوب حياتك وما يريده منك الرب كسفير له، أم لا تستحق هذه النعمة فيأخذها منك الله ويعطيها لمن يستحقها؟!، شأنك شأن من لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم فأسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق، مملوئين من كل إثم وشر وطمع، وحسداً، وقتلاً وخصاماً، ومكراً وسوءاً، نمامين مفترين، مبغضين، ثالبين، متعظمين،مدعين، مبتدعين شرورا، غير طائعين للوالدين بلا فهم ولا عهود ولا حنو ولا رضا ولا رحمة(رو ١. ٢٣).
وتذكر، أن طبيعة عمل السفير تجعله دائماً غريباً في أي بلد، لذلك يقول لنا بطرس الرسول: «سيروا زمان غربتكم بخوف، أيها الأحباء أطلب اليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس» (١بط١: ١٧)
فالسفير يتلقى أوامره من الذي أرسله وعينه سفيراً له، فلا يعمل شيئا بارادته الخاصة بل يكون خاضعا.
ماذا تريد يارب أن أفعل؟//يارب لا أعلم ماذا أعمل لكن نحوك أعيننا.
- يجول يصنع خيرا، ويصنع سلاما.