Orthodox News

الناشر ورئيس التحرير : عزمي حنا

الخميس, 28 سبتمبر ,2023

أمثلة للدبلوماسية الروحية من الكتاب المقدس (3)

خاص لـ «أرثوذكس نيوز»

نستعرض في هذا المقال، فن الدبلوماسية الروحية، ونماذج من دبلوماسية توجيه الأسئلة، ومهارات الإجابات الدبلوماسية:

■ مهارة فن الاجابة الرابحة (من مواقف السيد المسيح )

  • قال له واحد، ياسيد أتبعك أينما تمضي، قال له يسوع: للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكاراً، وأما إبن الإنسان فليس له أين يسند رأسه.
  • قال يسوع لآخر: اتبعنى
    فقال له ، ياسيد ائذن لى ان أمضى اولاً وادفن أبى. قال له يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما انت فاذهب وناد بملكوت السموات.
  • وقال آخر: اتبعك ياسيد، ولكن ائذن لي أولاً ان أودع الذين في بيتي. فقال له يسوع: ليس أحد يضع يده على المحراث، وينظر الى الوراء يصلح لملكوت السموات.

    ■ فى أعمال الرسل(٢٦)
    محاكمة بولس امام الملك (أغريباس)… قال له الملك ، مأذون لك ان تتكلم لاجل نفسك. حينئذ بسط بولس يده، وجعله يحتج: «إنى أحسب نفسى سعيداً، ايها الملك أغريباس، إذ أنا مزمع ان أحتج اليوم لديك عن كل ما يحاكمني به اليهود، لا سيما وأنت عالم بجميع العوائد، والمسائل التي بين اليهود، لذلك التمس منك ان تسمعني بطول الاناة!

    ■ المدخل الدبلوماسي الروحي لبولس الرسول لأهل رومية:(الاصحاح الأول).
    «يسوع المسيح ربنا، الذى به، لأجل إسمه، قبلنا نعمة ورسالة، طاعة الإيمان في جميع الامم، الذى بينهم، (أنتم) أيضاً، مدعوين يسوع المسيح إلى جميع الموجودين فى روميه (احباء الله). مدعوين قديسين، نعمة لكم، وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح.

    أولا، أشكر إلهى بيسوع المسيح من جهة جميعكم ، أن إيمانكم (ينادى به فى كل العالم)، وإنى مشتاق أن أراكم، لكي أمنحكم هبة روحية لثباتكم، ولكي يكون لي ثمر فيكم أيضا، كما في سائر الامم.

    ■ علاقة يوسف باخوته
    كيف كان رد يوسف، عندما قال له إخوته (إن والدنا عند موته كانت لديه طلبة واحدة، وهى ألا تنتقم من اخوتك)، وهنا تظهر عظمة التسامح والمغفرة الحقيقية، والدبلوماسية، قال لهم: «لا تخافوا، هل أنا مكان الله؟؟!! أنتم قصدتم لي شراً ، أما الله فقصد به خيراً، لكي يفعل كما اليوم، ليحيى شعباً كثيراً، فالان لا تخافوا، أنا أعولكم وأولادكم»، حقاً كان نموذجاً طيباً وحنوناً ومطمئناً.

    وتحليل بسيط لما قاله نقف على عمق دبلوماسيته الروحية، والتي تتلخص فيما يلي:
    ■ لايخفي إساءات إخوته له، فليس هناك إنكار للخطأ، ولكن الامر لم يكن بهذا السوء، ولكنه لم يقل شيئا يبرر مافعلوه، ولكنه يؤكد لهم بكل وضوح وصدق أنهم أرادوا به شراً، أرادوا ذلك عن عمد وقصد، ولكن برؤية دبلوماسية، رأى الصورة الاكبر، أنه من حكمة الله وخطته هي أكبر وأعمق مما إقترفه إخوته من جرم وحقد وغدر، وتآمر، وخداع، فنحن لا نعلم كيف يحقق الله إرادته من خلال من حولنا فى هذه الحياة!! لقد شعر يوسف بأن الله خلف الستار.. وهو الوحيد القادر على تحويل المواقف حسب قصده، وآمن أن الله قدير وقادر، ولا يمكن أن تتعطل خططه بشر الاشرار، فالله وحده هو المسئول عن حياته، فتعلم كيف يتجاوز عن الاساءة؟! وكيف يتجاوب مع سوء المعاملة بأسلوب التسامح وطول الاناة؟!!

    وكيف من خلال مهارة استخدام الدبلوماسية من منظور روحي أن يتغلب ويسمو فوق مستوى الجروح خاصة من الاحباء( الذي أكل خبزي رفع علي عقبه)، وامتلك القدرة أن يتحرر من الأمور التى تهدم العلاقات، ولم يدع خبرات ماضيه المؤلمة تحدد مستقبله، رافضاً الانتقام، منحازاً للتسامح والغفران.

    ومن الاشياء الهامة فى فكر يوسف:
    (أنه عرف تماما الفرق بين دوره هو، ودور الله؟! هل أنا مكان الله؟!! من أنت الذى تدين غيرك؟! تماما كما قال يعقوب لراحيل عندما طلبت منه أن تنجب، أأنا مكان الله؟؟!! ).

    الدبلوماسية تضع حدا للمسافات!،، بمعنى الترفع عن التوافه، (فالبعض لا يستحق شرف أن تتصدى لهم من فرط تفاهتهم.

    يذكرنا هذا بقصة تحكي أن أسد قابل خنزيراً، فطلب الخنزير منه أن يقاتله، حاول الأسد أن يكتم غيظه، قال له لست ندا لي ولو فعلت الذى تدعو إليه، وقتلتك، فتكون فضيحة كبيرة، يقولون أن أسداً قتل خنزيرا، وليس هذا موضع فخر لي، أما إذا نزلنا منك اى شئ، فالحياة سوف تكون بجلاجل. قال له الخنزير: سأذهب إلى السباع، وأخبرهم بأنك جبان وهربت من قتالى. قال له الأسد: هذا الكذب أيسر على نفسي من أن يلطخ شاربي بدماء خنزير!!!

    هكذا حالنا نحن البشر، هناك معارك يبقى النصر فيها باهتاً مهما يكن ساحقاً، نظراً لتفاهة فكر الخصم.

    لذا ليتنا نتعامل مع من حولنا، كما ينصح خبراء القيادة، بأن نترك مسافة أمان بيننا، فالمسافة هي الأمان الذي يمنع التصادم، وحينما نتقن ونكتسب مهارات فن المسافات، سوف تتغير أشياء كثيرة, ولنتذكر أن المسافة هي التي تحمي الارض من الاحتراق بالشمس، لأنها لو اقتربت أكثر لاحترقت ولو ابتعدت أكثر لتجمدت، إن هندسة المسافة الدقيقة هي التي أنتجت لنا كونا رائعا (سبحان الخالق) حقا للكون إله مبدع.

    لذلك على كل منا يشتاق أن يحمل لقب سفير الله على الأرض أن يكون على صورة خالقه، في جمال خلقه، وطول أناته والعديد من صفاته، وعليه أن نرفض السلبية، ونسعى لحل المشاكل، رافضاً المحاباة، موضوعيا، يتعامل مع الجميع بمعيار واحد (المساواة) دون تمييز، وباحترام وتقدير للجميع سواء كانوا أعلى منزلة أو أقل (شجعوا صغار النفوس).

    حيث يوصي بولس الرسول أن نحيا الحياة الروحية التي تسر قلب الله،، فكتب للمؤمنين: «نطلب إليكم أيها الاخوة، إنذروا الذين بلا ترتيب، شجعوا صغار النفوس، إسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع، أنظروا أن لا يجازي أحداً عن شر بشر، بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع» (١تس 14:5).

مقالات في نفس التصنيف

أحدث المقالات

فيديوهات

البث المباشر

طقس اليوم

كاليفورنيا
مطر خفيف
90%
2.9mp/h
100%
65°F
67°
63°
64°
Thu
63°
Fri
64°
Sat
62°
Sun
64°
Mon

اشترك معنا في نشر الخبر

ارسل لنا كل ما هو جديد في كنيستك او مجتمعك وبالصور ان امكن علي الايميل التالي : Allorthodox@aol.com Or Orthodox_news@yahoo.com

ما رأيك في الموقع الجديد ؟

View Results

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

جريدة “أرثوذكس نيوز” جريدة مستقلة شاملة تصدر من مدينة لوس أنجلوس، ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ عزمي حنا.
جريدة أرثوذكس نيوز تأسست في شهر سبتمبر 2000 كجريدة شهرية، ومنذ عام 2001 أصبحت نصف شهرية، وتصدر باللغة العربية, وهي جريدة مستقلة لا تتبع لنظام أو هيئة حكومية، ليست جريدة حزبية، تجري في عروقها الدماء المصرية، وتعلن ولائها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. جريدة تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ووجهات النظر المختلفة. جريدة تقبل النقد البناء وترفض النقد الهدام والمهاترات والمغالطات.

صفحات مهمة

اعلن معنا

أخر الأخبار

©2022 حقوق الطبع محفوظة – أرثوذكس نيوز  – تصميم Kemet Technologies

حجم الخط-+=
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

نعتذر، ولكن لا يمكنك النسخ من على موقع الجريدة

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00