Orthodox News

الناشر ورئيس التحرير : عزمي حنا

الثلاثاء, 3 أكتوبر ,2023

الدبلوماسية الروحية (2)

اوضحنا في العدد الماضي، أننا جميعا مطالبون بالعمل بالسلك الدبلوماسي الروحي، من الكتاب المقدس، وذكرنا ما قاله القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس (٥: ٢٠) «نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا».


فالسفراء لا يمثلون أنفسهم، بل يمثلون من أرسلوهم، فلا يوجد شئ إسمه سفير يمثل نفسه، أو يعمل ما يحلو له، وهذا قاله السيد المسيح: «ليرى الناس أعمالكم الحسنة، فيمجدوا أباكم الذي في السموات» (مت 16:5)، فهل تعكس حياتي شيئا عن إتضاع المسيح وإنكاره لذاته، رقته وبره، وإذ نحيا في ملء الشعور بحقيقة كوننا نمثل المسيح على الأرض.


فنحن كسفراء لنا هدف: فالسفراء لا يرسلون للمتعة والترويح، فالسفير الصالح يبحث في كل ما يعمل عن كل ما يؤدي إلى تحقيق، وإسعاد من يمثلهم.
فالسفير يتلقى أوامره من الذي أرسله وعينه سفيراً له:
«يارب لا أعلم ماذا أعمل، لكن، نحوك أعيننا».
«ماذا تريد يارب أن أفعل؟».
+ أن تسعي لأن تودع في نفوس الشعب، بذرة الايمان، كي تنمو وترسل فروعها الكبيرة لتظلل على الكثيرين، شاهدة لأصالة خدمه الله، وعمل النعمة السماوية للمرشد كسفير عن المسيح.


+ اكتسب قيم وصفات السفراء أولاد الله (مثل: الأبوة الحانية المحتضنة، المشجعة، المحتملة، المسانده لأولادها، وطول الاناة، والصبر العجيب، معاونا لهم بهدوء على النمو، والتوبة المستمرة، وفي الشهادة للمسيح ومحبته من كل القلوب، وتأهيلهم للملكوت «ليأت ملكوتك»، وتعليمهم كيف يصنعون مشيئة الله).


+ اكتساب مبادئ خدمة العمل الدبلوماسى الروحي:

  • أهم قاعدة، بأجل معانيها: الأعمال وليس الأقوال، فالسيد المسيح ابتدأ بنفسه، بغسل أرجلهم قائلا «أعطيكم مثالا حتى كما صنعت بكم تصنعون أنتم أيضاً».
  • إن علمتم هذا ،فطوباكم إن عملتموه» (يو١٣: ١٤-١٧).
  • الله فوض الخادم (المرشح كسفير عن المسيح)، أن يكون مرشدا ومعينا للانسان من أجل نوال الحياة الأبدية، ويقول بولس الرسول: «هكذا فليحسبنا كخدام المسيح، ووكلاء سرائر الله» (١كو٤: ١).
  • الخادم السفير هو ينبوع متجدد، يفيض بأنهار المياه الحية لتروي الآخرين.
    فيهتم بأسلوب كلامه بأن يكون سهلا لضمان وصوله إلى كل نفس دون معاناة، وأيضا عميقة جدا. كمؤثرات تجبر النفس على أن تفيق من غفلتها، وتتجاوب، وتبحث، وتتساءل، وتكتشف معالم الطريق الروحي، بل وتسير فيه، خاصة في تناوله للموضوعات اللاهوتية الصعبة الفهم، يتناولها بأسلوب سهل بسيط، لكي يتقوى الفرد ويتشدد، ويسير في الطريق الروحي.

    + الدعوة المتجددة لحياه الجهاد لأجل الحياة الأبدية :
  • التوجيه والإرشاد لممارسة متجددة في حياة الانسان المسيحى، لأنها ضرورة للخلاص «توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات» (مت 2:3)، فالتوبة ليست موقفا يأخذه الانسان في وقت من حياته وتنتهى، ولكنها عمل مستمر في الانسان، طالما هو موجود في الجسد «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو١٣: ٣-٥).

    + التوعية بأن المسيحية لا تمارس الفضائل كلها في حد ذاتها، ولكنها كوسائط تؤهلنا للملكوت السماوي:
  • فالمسكنة الروحية، تؤهلنا للملكوت «طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السموات» (مت ٥: ٣).
  • وحياة البساطة تؤهلنا للملكوت، والحياة الأبدية «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات» (مت 3:18).
  • والخضوع للمشيئة الإلهية يؤهلنا للحياة الأبدية «ليس كل من يقول: يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات» (مت 21:7).
  • ومحبة القريب تؤهل للحياة الأبدية «لأن الصدقة تنجي، من الموت، وتمحو الخطايا، وتؤهل الانسان لنوال الرحمة، والحياة الأدبية» (طو١٢: ٩).
    فالدبلوماسية تعتبر القوة الناعمة سلاح مؤثر يحقق:
  • الأهداف ، عن طريق الجاذبية، والجدية في المثابرة، وعدم اليأس من الهزيمة، أو في التكاسل في المواجهة.
    لذلك تتطلب عدة مواصفات هامة للخادم السفير:
  • الخادم السفير، هو قدوة ومؤثر، ومثل أعلى، فالسفير في سنين حياته المعدودة بأسلوبه الدبلوماسى، الذي يتسم بالقدوة،يترك وراءه انطباعات من الصعب على الناس على أن ينسوها، بوداعته، وبشاشته.. تعكس ملامح شخصية الذكاء، والتواضع وخفة الظل، ولديه قدرة على كسب القلوب، مما يسهم في تغييرها إلى الافضل، من خلال مهاراته في أن يجيد كيفية بث الأفكار بدبلوماسية ومن خلال حياته الروحية المعاشة.
  • الوضع فى الاعتبار: (الاهتمام بروح الحوار)
    حيث تتبادل الأفكار والأراء في جو صحي مناسب، تسود، فيه روح التفاهم الموضوعية، والهدوء، بدلا من الانفعال، والصوت المرتفع، وإصدار التعليمات، والحوار الذي يعتمد على الاقتناع، فيتميز بالنظرة الواقعية، بما يمتلك من الذكاء وسمة خفة الظل، وقدرته على المناقشة.
    الموضوعية لكل شئ بدقة ويصبح شخصية مقبولة.
    فمن خلاله يتم التلاقي، والوصول إلى وحدة القلب والفكر والروح.
    وطالما نحن سفراء المسيح لأجل بنيان الكنيسة، لابد أن نطلب لأجلها، بالروح وبالذهن أيضا، لأن من يتكلم بلسان يبني نفسه، إلا أنه ليس أحد يسمع، وأما من يتنبأ يتكلم بالروح، لأن الروح يتكلم بأسرار(١كو١٤).
    ليت الرب يساعدنا لنعيش سفراء صالحين ليسوع المسيح.

مقالات في نفس التصنيف

أحدث المقالات

فيديوهات

البث المباشر

طقس اليوم

كاليفورنيا
ضباب
92%
0%
68°F
73°
64°
67°
Tue
66°
Wed
64°
Thu
66°
Fri
68°
Sat

اشترك معنا في نشر الخبر

ارسل لنا كل ما هو جديد في كنيستك او مجتمعك وبالصور ان امكن علي الايميل التالي : Allorthodox@aol.com Or Orthodox_news@yahoo.com

ما رأيك في الموقع الجديد ؟

View Results

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

جريدة “أرثوذكس نيوز” جريدة مستقلة شاملة تصدر من مدينة لوس أنجلوس، ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية لصاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ عزمي حنا.
جريدة أرثوذكس نيوز تأسست في شهر سبتمبر 2000 كجريدة شهرية، ومنذ عام 2001 أصبحت نصف شهرية، وتصدر باللغة العربية, وهي جريدة مستقلة لا تتبع لنظام أو هيئة حكومية، ليست جريدة حزبية، تجري في عروقها الدماء المصرية، وتعلن ولائها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. جريدة تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ووجهات النظر المختلفة. جريدة تقبل النقد البناء وترفض النقد الهدام والمهاترات والمغالطات.

صفحات مهمة

اعلن معنا

أخر الأخبار

©2022 حقوق الطبع محفوظة – أرثوذكس نيوز  – تصميم Kemet Technologies

حجم الخط-+=
Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?

نعتذر، ولكن لا يمكنك النسخ من على موقع الجريدة

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00