أحبائي  ابناء الكنيسة المباركين

أخرستوس آنستي     آليسوس آنستي

المسيح قام     حقاً قام

يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد متمنياً لكم عيداً مباركاً متمتعين جميعاً بقوة القيامة المجيدة.

عيد القيامة يسمي أيضاً بعيد الفصح وكلمة الفصح معناها “عبور” فالمسيح بقيامته عبر من الموت إلى الحياة لكي يعبر بنا من الموت إلى الحياة. فكما ذكر القديس بولس الرسول عن قيامته “وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع” أفس٢: ٦. “ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح” أفس٢: ٥.

عبور الموت تم بالموت كما نسبح المسيح القائم من الأموات في تسبحة القيامة “بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية”.

+الخطية هي موت لأن الخطية هي انفصال عن الله مصدر حياتنا لذا قال الله لآدم يوم أن تأكل من هذه الشجرة موتاً تموت” تك٢: ١٧

ألمعصية خطية ”وأجرة الخطية هي موت” رو٦: ٢٣

لذا كان إبطال الخطية لا يكون إلا بالموت، ليس بموت المعصية ولكن بموت الطاعة “أطاع حتى الموت موت الصليب” فيلبي٢: ٨. آدم الأول عصي الله فمات موت المعصية وطُرِد من جنة عدن وقال له الرب الإله “لأنك تراب وإلى التراب تعود” تك٣: ١٩. ومنعه من أن من يأكل من شجرة الحياة. أما آدم الثاني فقد مات موت الطاعة على الصليب “لذلك رفعَّه الله أيضاً وأعطاه أسماً فوق كل أسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” فيلبي٢: ٩- ١١

المسيح قدم الطاعة الكاملة الي اللة الاب نيابة عنا لأننا عجزنا أن نقدم الطاعة الكاملة لله لفساد طبيعتنا البشرية ولأننا كنا تحت سلطان الموت والخطية. موت المسيح على الصليب أبطل الخطية “ولكنه الآن قد أُظهِر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” عب٩: ٢٦.

 الله أعطي للبشرية في العهد القديم أمثلة للعبور من موت المعصية والعبودية بموت الطاعة.

خروف الفصح أي خروف العبور

الشعب كان تحت العبودية المرة لفرعون مثلما كانت البشرية تحت عبودية الشيطان. لكي يعبر الله بالشعب من العبودية ويحررهم منها بذبح خروف الفصح أمرهم “وخذوا باقة زوفاً وأغمسوها في الدم الذي في الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم الذي في الطست وأنتم لا يخرج أحد منكم من بيته حتى الصباح” خر١٢: ٢٢.

الدم يرمز إلى الموت أو هو علامة الموت “سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه” تك٩: ٦.

وجود بني إسرائيل داخل بيوتهم والدم على العتبة العليا والقائمتين أي انهم تحت الموت ولكنه موت الطاعة لأن الله أمرهم بذلك. لذا ثمرة هذه الطاعة هي الحياة “فإن الرب يجتاز ليضرب المصريين. فحين يري الدم علي العتبة العليا والقائمتين يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب” خر١٢: ٢٣. قطعاً كان يعرف الرب بيوت شعبه بني إسرائيل ولا يحتاج لوضع الدم علي البيت ليميز بين بيوت المصريين وبيوت الإسرائيليين ولكن وضع الدم والبقاء داخل البيت هو علامة موت الطاعة لذا نجوا من موت العبودية بموت الطاعة.

عبور البحر الأحمر … عبور البحر هو موت

بالنسبة لبني إسرائيل كان موتاً محيياً وبالنسبة لفرعون وجنوده كان موتاً مهلكاً الفرق هو الطاعة. بني إسرائيل عبروا البحر الأحمر طاعة لله الذي أمر موسي “أرفع أنت عصاك ومد يدك علي البحر وشقه فيدخل بني إسرائيل في وسط البحر علي اليابسة” خر١٤: ١٦ البحر انشق عندما أطاع موسي “ومد موسي يده علي البحر” خر١٤: ٢١. عندما دخل فرعون وجنوده ليعبروا البحر هلكوا لأنهم دخلوا تحت معصية لله الذي أمر فرعون أن يطلق شعبه. “بالإيمان اجتازوا في البحر الأحمر كما في اليابسة الأمر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا” عب١١: ٢٩.

أحبائي لنفرح بعبورنا مع مسيحنا القائم من الأموات بأن نموت ونقوم معه بالإيمان السليم والطاعة الكاملة لوصايا الله الذي أحبنا ومات لأجلنا.

نصلي لاجل سلام كنيستنا المقدسة ولاجل راعينا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثاني.

نصلي لاجل نفوس احبائنا الذين سبقونا الي الفردوس ومعهم نفس ابينا الحبيب القمص ابراهيم عزيز طالبين تعزيات السماء لاسرهم.

نصلي لاجل كل نفس متعبة ومتالمة ان يشرق الهنا الحي بنور قيامتة المبهجة في قلوبهم وكل عام وجميعكم بخير

الأنبا سرابيون