
في البداية بعد ان قضينا فترة الأعياد التي ابتهجت بها نفوسنا وفرحنا بالظهور الإلهي مرة بالجسد في الميلاد ومرة على نهر الأردن حين تجلى الثالوث القدوس حيث الآب صوتا قائلا “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” والإبن في الماء والروح القدس نازلا مثل حمامة مستقرا على رأس الإبن.
قد لفتت أنظارنا جميعا روعة وجمال الملابس الكهنوتيه التي كان يرتديها آبائنا رؤساء الكهنة أبينا حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وآبائنا الأساقفة اللأجلاء وآبائنا الكهنة الأفاضل. ولذا رأت أرثوذكسي نيوز أن تخصص مجموعة من الأعداد التي تتحدث عن الزي الكهنوتي وتطوراته عبر العصور.
ولأن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي كنيسة قوامها ومرجعها الكتاب المقدس كان علينا ان نتوجه للأصل في هذا الأمر الذي يخص الملابس الكهنوتية.
أمر الله موسى أن يصنع ملابس خاصة لهارون أخيه واللاويين والكهنة ليستعملوها وقت الخدمة فقط بقوله “واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي. وهذه هي الثياب التي يصنعونها صدرة ورداء وجبه وقميص محزم ومحامة ومنطقة فيصنعون ثيابا مقدسة لهرون أخيك ولبنيه ليكهن لي وهم يأخذون الذهب والأسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص” (خر 28: 2-5).
وهنا نرى أن السيد الرب يختار ملابس الخدمة ونوعيتها وكيفية صنعها لتكون مقدسة للرب وأما عن أهمية تخصيص ملابس للخدمة يلبسها الكاهن أثناء الخدمة ثم يخلعها بعد الخدمة فنجد أن السيد الرب يأمر يهوشع قائلا “وكان يهوشع لابسا ثيابا قذرة وواقفا قدام الملاك. فأجاب وكلم الواقفين قدامه قائلا انزعوا منه الثياب القذرة. وقال له انظر قد أذهبت عنك إثمك ألبسك ثيابا مزخرفة فعلت ليضعوا على رأسه عمامة طاهرة. فوضعوا على رأسه وحمامة الطاهرة والبسوه ثيابا وملاك الرب واقف….” (زك3:3-5) وقد اختارت الكنيسة اللون الأبيض لها عن سواه للآتي:
أولًا: يليق بالله اللابس النور كثوب (مز1:104) ويشير إلى قداسته وطهارة شعبة بعد تطهيره إياه من خطاياهم (7:51) – (أش18:1) فقد قيل أن لباسه ابيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي (د1 7: 9) ورأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج (رؤ 1: 14).
ثانيًا: لان الرب نفسه لما تجلى أمام تلاميذه تغيرت هيئته قدامهم أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور (مت 17: 2، مر 9: 3).
ثالثًا: لان لباس الملائكة وقت ظهورهم أو تجليهم للبشر وقد ظهر ملاكان وقت القيامة للنسوة بلباس أبيض كالثلج (لو 24: 4، يو 20: 12، مر 16: 5). وكما يذكر معلمنا لوقا البشير في سفر الأعمال وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض (1:ع 1:10)، وقد رأى يوحنا الرائي الأربعة والعشرون شيخا كهنة الحق متسربلين بثياب بيض حول العرش (رؤ 4: 4).
رابعًا: لأنه لباس المفديين في السماء.. متسربلين بثياب بيض … (رؤ 7: 9).
خامسًا: لأنه اللون الذي اختاره الله نفسه وظهر به للأنبياء ووعد به الغالبين (رؤ 3: 4، 5).
سادسًا: لأنه ينسب لأشياء كثيرة في السماء منها السحابة البيضاء (رؤ 14: 14).، وملابس الجمهور السماوي (رؤ 19: 14).
سابعًا: لأنه رمز القداسة والطهارة قال الحكيم: “لتكن ثيابك بيضاء ولا يعوز رأسك دهن” (جا 9: 8) وهى تشير إلى نقاوة القلب ولذلك يرشم الكاهن الملابس بالصليب قبل ارتدائها لتكون مقدسة ومناسبة للخدمة.
هذا من جهة الأمر الكتابي في ما يخص ملابس الخدمة أما عن مكوناتها أو تاريخها هذا ما سوف نتعرض له انشاء الرب وعشنا في الأعداد القادمة