
أشاد البابا تواضروس بالروابط المتينة التي تربط بين مصر والمجر والعلاقات القوية بين القيادة السياسية في كل من البلدين، مشيرا حرص المجر على أصولها المسيحية وحفاظها على قيم الأسرة.
جاء ذلك قبل إلقاء عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء 23/8 الذي عقده في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية عقب عودته من زيارة المجر.
وقال البابا: «نشكر ربنا إنه أعطانا فرصة لزيارة بلاد المجر وهي دولة أوروبية في شرق أوروبا، وهي دولة صناعية وزراعية متقدمة جدا تتميز بأمرين أولا: هي دولة متمسكة جدا بجذورها المسيحية وتحافظ على أصلها المسيحي، وأثناء زيارتي لرئيسة الدولة جاء الحديث عن الإنجيل فقالت لي إنها انتهت أمس من قراءة سفر أيوب وستبدأ في قراءة سفر آخر.
وثانيا أنها من الدول الأوروبية القليلة المحافظة على مبادئ الأسرة في ظل التيارات والأفكار المضادة لهذه المبادئ والمنتشرة في العالم كله، مثل homosexuality (المثلية الجنسية) same-sex marriage (الزواج من نفس الجنس) وغيره، لكن المجر بكل مسؤوليها مازلوا يحافظون على المبادئ الأسرية كلها الأب والأم والله يبارك الاسرة بالآباء والأبناء.
نشكر ربنا كانت دعوة رسمية من الحكومة المجرية وتقابلت مع رئيسة البلاد ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وكاردينال المجر ومثل ما ذكر نيافة الأنبا باڤلي انها كانت فرصة لمنحي درجة الدكتوراة.
وسبب الزيارة الرئيسي هو حضور احتفالية البلاد بمسيحيتها حيث أن المجر لها 1000 سنة على تأسيس المسيحية بها على يد قديس معروف باسم شتيفين أو ستيفان. وصباحا كان الاحتفال الوطني، وفي العصر الاحتفال الكنسي ومساء كان الاحتفال الشعبي.
وزرت أيضا دير القديس الأنبا بولا وهو القديس المصري وهذا الدير به عدد من الآباء الرهبان وعندهم كنيسة تدعى كنيسة الصخرة، وتقابلت مع الآباء الرهبان هناك.
وزرنا الكنيسة القبطية ولنا كنيسة قبطية واحدة هناك وهي تابعة لإيبارشية وسط أوروبا التي تشمل بلاد المجر وبولندا ورومانيا والتشيك وسولڤينيا وأسقفها أب مبارك هو نيافة الأنبا چيوڤاني، والكنيسة على إسم السيدة العذراء وكاهنها أب مبارك اسمه أبونا يوسف خليل أرسله المتنيح البابا شنودة الثالث من حوالي 19 سنة لخدمة الأقباط هناك وبدأت الخدمة تكبر وأصبحت مثمرة جدا مع الأيام.
والمجر هي التي أرسلت لنا في مصر القطار المجري في الستينات والسبعينات والثمانينات وكان يتميز بالسرعة والدقة حتي كلمة مجري هنا في مصر أصبحت تعني «السريع» وأيضا المجر هي التي صنعت الصوبة الزراعية، وكلمة «صوبة» كلمة مجرية معناها «الحجرة الدافئة» وللمجر تعاون وثيق مع مصر ولهم علاقات طيبة واستثمارات ومشروعات كثيرة والحقيقة العلاقة بين القيادة السياسية في المجر والقيادة السياسية في مصر على أرقى مستوى.
وبمناسبة تكريم أولادنا المتفوقين في الثانوية العامة، المجر تقدم لنا سنويا 200 منحة تعليمية للدراسة بالجامعات هناك.
نشكر ربنا هي كانت زيارة ممتعة وجميلة ومكثفة جدا 3 أو 4 أيام وزرنا السفارة المصرية في بودابست.
وأحب أن أذكر أيضا أن المتنيح البابا شنودة الثالث من 12 سنة، وفي نفس اليوم 20 أغسطس زار المجر وكانت هذه آخر زيارة لقداسته خارج مصر، ومنحته أيضا نفس الجامعة وقتها درجة الدكتوراة الفخرية».
وكرم قداسة البابا في الاجتماع 33 من أوائل الدبلومات الفنية من أبناء كنائس الإسكندرية و 42 من أوائل الثانوية العامة وما يعادلها من الشهادات الدولية والأمريكية.