«هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا16:3).

نعم إحتفلنا بعيد الميلاد المجيد عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح, عيد تجسد الله الكلمة «فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله، والكلمة صار جسدا وحل بيننا» (يوحنا 1:1). هكذا أظهرت محبة الله العظيمة لبني البشر, كقول معلمنا يوحنا الحبيب «هذه هي المحبة, ليس أننا أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل إبنه كفارة لخطايانا» (1يوحنا10:4).

لذلك كان الرسل يبشرون برسالة المسيح رسالة السلام والمحبة, ويدعون المؤمنين إلى المحبة بعضهم لبعض, وخاصة القديس يوحنا الحبيب الذي دُعيَّ رسول المحبة، وكان دائما يشعر بمحبة الرب يسـوع له ويقول عن نفسه «التلميذ الذي كان يسوع يحبه», هذا القديس الذي بشر في بلاد كثيرة باسم الرب يسوع. وتذكر الكنيسة عيد نياحته فى الرابع من شهر طوبة الموافق 12 يناير. هذا القديس كان دائما يقول في تعاليمه للمؤمنين «يا أولادى أحبوا بعضكم بعضا», وفي رسالته الأولى يقول «أيها الأحباء لنحب بعضنا البعض لأن المحبة هى من الله» (1يو7:4), وأيضا يقول «الله محبة, ومن يثبت فى المحبة يثبت في الله, والله فيه» (1يو16:4).

ونحن في إستقبالنا للعام الجديد ليتنا نمتلىء بمحبة الله لنا ونحب بعضـنـا بعضـا ونسلك في المحبـة كقول الرسـول بولس «إسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح» (أفسس2:5), وأيضا قول معلمنا بطرس الرسول «لتكن محبتكم لبعض شديدة, لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا» (1بط8:4). ونشعر بعمل الروح القدس الذي نلناه في سر المعمودية والميرون, نشعر بعمله فينا, إذ يقول معلمنا بولس «وأما ثمر الروح فهو محـبــة, فرح, سـلام, طول أنـاة.. الخ» (غلآطية 22:5). ويقول في رسالته إلى تسالونيكي «الرب ينميكم ويزيدكم في المحبة بعضكم لبعض وللجميع» (1تس12:3).

ما أحلى أن يكون العام الجديد لنا جميعا عام سلام ومحبة «وأدين بعضكم بعض بالمحـبة الأخـوية» (رومية10:12), وقول الرسول أيضا «إخدموا بعضكم بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم بعضا بالمحـبـة» (أفسس2:4). ويُعَرفْ الرسول المحبة بقوله « المحبة تتأنى وترفق, المحبة لا تحسد, المحبة لاتتفاخر ولا تنتفخ ….. المحبة لا تسقط أبدا» (1كورنثوس8:13). وكما يقول معلمنا المتنيح البابا شنودة أن أعظم الفضائل هي المحبة, والمحبة هى خروج من الذات إلى الغير, المحبة تمتزج بانكار الذات لأجل الغير, المحـبـة تريد دائما أن تعـطي. فيقول الرسول بولس «الآن يـثـبـت الإيـمــان والرجـاء والمحـبـة, هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبـــــة» (1تس13:13), ويقول معلمنا بطـرس الرسـول «أحـبوا بعضكم بعض من قلب طاهر» (1بط22:1), ومعلمنا البابا شنودة يقول أيضا أنه مادام الله مـحـبـة, ونحن «صـورة الله ومثـالـه» (تكوين26:1) إذن لابد أن نكون محبين مثله لنكـون على صورته. وكما يقول الرب «بهذا يعرف الجميــع أنكـم تلاميذى , إن كان لكم حب بعضكم لبعض» (يوحنا35:13).

جعل الله هذا العام الجديد عاما سعيدا لنا جميعا مملوئين بالسلام والمحبة الأخوية, ونتمتع بقول الرسول «إله السلام والمحبة يكون معكم» (2كورنثوس11:13), ويقول يهوذا الرسول «لتكثر لكم الرحمة والسلام والمحبة» (يهوذا2:1), ونتذكر وصية الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس «اتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي» (2تيمو22:2), وأيضا وصية الرب لنا بالوالدين بقوله «أكرم أباك وأمك, واحب قريبك لنفسك» (متى19:19), بل نتذكر دائما قول الرب يسوع «هذه هي وصيتي أن تحـبـوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنــا تحبـون أنتم أيضا بعضـكم بعضـا» (يوحنا 34:13), ويقول الرب أيضا «الذى يحـبـني يحـبـه أبى وأنـا أحـبـه وأظـهـر له ذاتـي» ( يوحنا21:14).

ولإلهنـــا المجــــد الدائـــم إلى الأبــد آميــــــن .