
خاص لـ «أرثوذكس نيوز»
يسمى هذا الأسبوع بأسماء كثيرة:
1- أسبوع الآلام، لأن يسوع مخلصنا تحمل من أجلنا الآلام
2- جمعة البصخة باللغة اليونانية وتعني «عبور».
3- أسبوع الفصح المقدس.
التطورات التاريخية لأسبوع الآلام:
مر أسبوع الآلام بتطورات مختلفة، منذ عهد الرسل الأطهار إلى يومنا هذا، سواء بالنسبة لميعاد الاحتفال به، أو نظام القراءات. وبخصوص هذه التطورات ما سوف نعرضه في هذا المقال.
في القرن الأول:
كان المسيحيون يعيدون عيد الفصح مع اليهود، كما احتفل به السيد المسيح مع تلاميذه. تحتفل الكنيسة منذ العصر الرسولي ابتداء من ليلة الاثنين إلى السبت نهاية الأسبوع، وقد كانت تحتفل به منفصلاً عن الصوم، حيث جاء في أوامرهم ما نصه، فليكن عندكم صور الأربعين جليلاً وبعد هذا إهتموا أن تكملوا أسبوع الفصح الثاني:
في القرن الثاني:
أرادت الكنيسة القبطية التمييز بين أحد الفصح المسيحي، والفصح اليهودي، وبشأن ذلك يقول الأنبا أثناسيوس، في أواخر القرن الثاني المسيحي جلس على كرسي القديس مرقس الأنبا اغريبينوس العاشر، سنة 166، فقرر أن يكون الأحد التالي للفصح هو عيد القيامة. ولما أرتقى كرسي البطريركية الأنبا ديمتريوس الكرام الثاني عشر، في مارس 188م، حدد بأن، يكون أسبوع الآلام تالياً لصوم الأربعين، والفصح المسيحي في يوم الأحد التالي لفصح اليهود.
وكتب بذلك إلى أغابيوس أسقف اورشليم، ومكسيموس بطريرك أنطاكية، وفيكتور أسقف روما، وهذا الأخير قد أهتم كثيراً بالأمر وعقد مجمعاً في بلاده لتقرير وتعميم السير على هذه القاعدة، أما الشرقيون فإنهم تمسكوا بما كانوا عليه، وقالوا، إن بوليكربوس تلميذ يوحنا الرسول سلمهم أن يفصحوا مع اليهود فدعاهم بالأربعة عشريين، إذ أنهم كانوا يحتفلون بالفصح الجديد يوم 14 نيسان.
القرن الثالث:
يُحتفل بالعيد مرة واحدة في السنة، نقرأ يجب عليكم يا أخوتنا الذين أشتُريتم بالدم الكريم الذي للمسيح أن تعلموا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذي يكون في زمان الاعتدال الربيعي، الذي هو خمسة وعشرون برمهات. وأن لا يُعمل هذا العيد الذي هو تذكار الواحد دفعتين في السنة بل دفعة واحدة للذي مات عنا دفعة واحدة
من القرن الرابع إلى القرن الثاني عشر:
ظل آباء الكنيسة طوال القرون الثلاثة الأولى، يجاهدون لتوحيد عيد الفصح حتى جاء مجمع نيقية (325 م)، الذي فيه تقرر:
أولاً: أن يعيد الفصح دائماً في يوم الأحد.
ثانياً: أن يكون في الأحد الذي يلي الرابع عشر من نيسان، أي بعد الاعتدال الربيعي.
البناء المنظم لأسبوع الآلام:
تبعاً لقوانين الرسل التي أمرت بقراءة العهدين في أسبوع الآلام نقرأ في الدسقولية.. «وصوموا في أيام الفصح، وابتدئوا من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة والسبت وهي ستة أيام.. ويكون صومكم في ثاني الأسبوع وتفطرون وقت صياح الديك، بكرة أول السبوت الذي هو يوم الأحد ساهرين.. وأنتم مجتمعون في الكنيسة تصلون وتتضرعون بسهر وتقرأون من المزامير والأنبياء والناموس إلى وقت صياح الديك
أستمر هذا الحال إلى أن تولى الأنبا غبريال الثاني بن تريك (70 في عدد البطاركة) من سنة 1131 – 1145 م. لما إرتقى هذا الأب الكرسي المرقسي (5 أبريل 1131) رأى صعوبة القيام بالقانون الرسولي على المسيحيين، نظراً لإنشغالهم في أعمالهم ومصالحهم، ولاسيما المباشرين وكتاب الديوان وغيرهم، فجمع عدداً كبيراً من آباء وعلماء الكنيسة وبعض رهبان دير الأنبا مقار، وعمل كتاباً وسماه البصخة ورتب فيه صلوات باكر وآخر النهار، نبوءات الأناجيل، وبقية الصلوات الليلية والنهارية أناجيل من غير نبوءات، وصاروا يستعملون ذلك بطول جمعة الآلام.