
خاص لـ “ارثوذكس نيوز”
خصصت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الأخير من شهر فبراير من كل عام عن الأسبوع العالمي للتوعية ضد إضطرابات الأكل.
إضطرابات الأكل هو إضطراب عقلي يسبب عادات غذائية غير طبيعية تؤثر تأثير سلبي على الصحة البدنية والعاطفية والنفسية والعملية للشخص وعدم القدرة على تأدية وظائف حياته اليومية مثل العمل والدراسة وعلاقته مع الآخرين، ويعانون من الصراع يوميا.
هي ايضا مجموعة من الأمراض النفسية تؤدي إلى إتباع نمط غذائي غير صحي يتركز على شكل الجسم ووزنه ويحاول الشخص الحصول على أقل وزن ممكن لجسمه عن طريق عدم تناول غذاء كافي وسوء تغذية وممارسة ألعاب رياضية مفرطة أو استخدام الملينات والمسهلات أو التقيء المتعمد بعد تناول الطعام لمنع إمتصاص الطعام. ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى أمراض عديدة مثل أمراض القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان وأمراض خطيرة ومميتة في بعض الأحيان.
غالبا ما تحدث إضطرابات الأكل في سن المراهقة ومرحلة الشباب المبكر وأحيانا الأطفال وخاصة عند الفتيات وقد تحدث أيضا في الأعمار الأخرى للسيدات.
وقد تلعب العوامل الإجتماعية ووسائل التواصل الإجتماعي دور كبير في ظهور إضطرابات الأكل في الرغبة للحصول على جسم نحيف كما تظهر الأشخاص في الميديا ووسائل الإعلانات والنظرة المشوهة لشكل الجسم السمين المنتشرة في المجتمع الغربي، كما أن السمنة تعد غير جذابة وغير صحية وغير مرغوب فيها على الإطلاق ولها نظرة سلبية.
أعراض إضطرابات الأكل:
- إنكار الشعور بالجوع وتناول القليل من الطعام وتجنب التجمعات التي يقدم خلالها الأطعمة.
- الخوف الشديد من زيادة الوزن والمحاولات المستمرة من إنقاص الوزن.
- الصيام وحرمان النفس من الأكل لفترة طويلة وتناول الطعام بكمية قليلة جدا.
- تغيرات في المزاج مثل الإكتئاب والقلق بسبب عادات الأكل الغير طبيعية.
- الإفراط في ممارسة الرياضة بصورة غير طبيعية.
- الشعور بالبرد والتعب والخمول والدوار.
- ألم وتنميل في الذراع والساق وضعف الدورة الدموية.
- الشعور بتسارع نبضات القلب أو الإغماء في بعض الحالات.
- نوم غير منتظم وضعف العضلات.
- صعوبة الشفاء من الأمراض وصعوبة التئام الجروح.
- تغيرات الوزن غير المقصودة وفقدان الوزن الشديد.
- مشاكل في الهضم مثل الإنتفاخات والإمساك وأحيانا الإسهال.
- استخدام أدوية ومسهلات وأعشاب لفقدان الوزن.
- المغادرة مباشرة بعد تناول الطعام إلى المرحاض.
- تكوين طبقة جلد سميكة عند مفاصل الأصابع نتيجة إحداث القيء المتعمد.
- مشاكل بالأسنان وفقدان المينا بسبب كثرة القيء المتعمد.
أسباب إضطرابات الأكل:
- أسباب نفسية: من المحتمل أن المشاكل النفسية والعاطفية أن تسبب هذا الإضطراب، فقد يعاني الشخص من مشاكل نفسية قد ترتبط بقلة إحترام الذات والسلوك المتهور وحالات الإكتئاب والقلق والعلاقات المضطربة.
- أسباب وراثية: يمكن للعوامل الحيوية مثل التغيرات في المواد الكيمائية في الدماغ أن تؤدي إلى الإصابة بالإضطراب ويكون لدى بعض الأشخاص جينات تزيد من خطر إضطرابات الشهية.
- أسباب إجتماعية: تؤثر ديناميكيات الأسرة من حيث ترابطها أو تفككها أن تبين المعتقدات المتعلقة بالوزن والطعام والنظرة الذاتية وإحترام الذات مرتبطة بالإصابة بإضطرابات الأكل.
أنواع إضطرابات الأكل:
توجد أنواع عديدة ولكن سنناقش أشهرها:
- فقدان الشهية العصبي – أنوركسيا نرفوزا Anorexia Nervosa:
هو إضطراب في الأكل يختص بإنخفاض شديد في الوزن بصورة غير طبيعية. المصابون ينظرون إلى شكل ووزن الجسم بنظرة سلبية ويفقدون الوزن إلى حد سيء يؤثر على نشاطهم اليومي وصحتهم العامة تصبح الحالة مهددة للحياة. فهم يقللون بشدة من السعرات الحرارية التي يتناولوها ويستخدموا طرق كثيرة لفقد وحرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن مثل الإفراط في التمارين الرياضية وأخذ المسهلات والإلتجاء إلى القيء بعد الأكل وتجنب جميع أنواع الأطعمة حتى الصحية منها، وعلاقتهم بالتغذية هي علاقة سلبية وضارة لوزنهم وشكل جسمهم. هذا المرض تصحبه حالات نفسية يقاسي منها الشخص وخاصة الفتيات ويؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية شديدة مثل تجويع وحرمان الجسم من الأكل وقد يؤدي أحيانا إلى فقدان الحياة.
- مرض النهم العصبي – بوليميا نرفوزا – Bulimia Nervosa:
المصاب بالبوليميا لا يستطيع السيطرة على الأكل ويفرط في كمية الأكل التي يأكلها بدون القدرة على تحكم طريقة وكمية الأكل ثم يحاول التخلص من هذه السعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير سليمة وغير صحية مثل التقيء عمدا.
يشعر المريض بالذنب والندم والخجل فيلجأ إلى هذه الطريقة الغير صحية. هو أيضا مرض نفسي يجعل المريض يتحكم في وزنه بصورة قاسية.
- إضطراب نهم والإسراف في الطعام Binge Eating Disorder:
المصاب يأكل كميات كبيرة من الطعام بشراهه شديدة وعدم القدرة على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها ويأكل بسرعة أكثر مما يستطيع حتى في وقت عدم شعوره بالجوع وقد يستمر في الأكل حتى بعد شعوره بالشبع. هذا المريض لا يصحبه محاولة التخلص من السعرات الحرارية الزائدة ولا يهتم بوزنه أو شكله مثل الحالتين السابقتين بل يشعر بالخجل والإشمئزاز من طريقة وكمية أكله وقد يلجأ إلى تناول الطعام بمفرده بعيدا عن أنظار الآخرين.
- إضطراب الإجترار Rumination Disorder:
هذا الإضطراب مختلف تماما عن الحالات الثلاثة السابقة. فهو إرتجاع الطعام بصورة مستمرة بعد أكله. يعود الطعام إلى الفم قد يكون غير مقصود. في أغلب الحالات يعاد مضغ الطعام المجتر وبلعه مرة أخرى أو بصقه خارج الفم. قد يكون تكرار حدوث إضطراب الإجترار أكثر شيوعا بين الأطفال والأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية.
- إضطراب تجنب تناول بعض الأطعمة Selective/Restrictive Eating Disorder:
هذا الإضطراب يتميز بعدم الحصول على الحد الأدنى من الإحتياجات الغذائية اليومية للشخص. وقد يؤدي إلى فقدان الوزن والسبب هو إمتناع المريض من أكل الأغذية التي لها خصائص معينة مثل الرائحة أو الطعم أو الملمس، وشعور المريض بالخوف وعدم الرغبة من تناول هذه الأغذية وليس الخوف من زيادة الوزن. وقد يؤدي إلى نقص الوزن عند الأطفال ونقص المواد الغذائية الهامة لنمو الأطفال ويسبب مشاكل صحية.
نصائح لتفادي مشكلات إضطرابات الأكل عند الأطفال:
- تجنب إتباع نظام غذائي غير مدروس من هيئات غير متخصصة في مجال التغذية السليمة.
- لا تتبع أنظمتك الغذائية أمام طفلك حتى لا يتأثر بك ويقلدك وتتولد لديه مشكلات وعادات غذائية سيئة. فالاطفال يحتاجون نظام غذائي متكامل ومتوازن من أجل نمو صحي وعقلي سليم.
- تحدث مع طفلك عن الغذاء الصحي وضرورة الإبتعاد عن السلوكيات الغذائية السيئة، وأهمية إتباع نظام غذائي مدروس وسليم.
- تحدث مع طفلك في أن شكل وحجم الجسم النحيف لا يعني أن هذا الشخص يتمتع بصحة وقوة جسمية سليمة، وأن اشكال الجسم متنوعة من شخص لآخر.
- متابعتك لطبيب متخصص وأخصائيين تغذية مسجلين سيجعلك تتعرف على مؤشرات إضطرابات الطعام التي يعاني منها طفلك قبل فوات الأوان.
- تجنب انتقاد جسمك أو جسم الآخرين أمام طفلك.
- ساعد طفلك على بناء ثقة بالنفس والإحترام خلال فترة المراهقة وتشجيعه ورضاه على مظهره مع مراقبة نسبة الطول والوزن.
- تناول وجبات الطعام العائلي مع الأطفال يعطي فرصة لتعليمهم عن أهمية تناول وجبات غذائية صحية.