
(الجزء الأول)
لا يوجد مكان يخلو من البكتريا، فهي قادرة على الحياة في كل مكان. ليست كل البكتريا ضارة وتسبب الأمراض، فهناك بكتريا نافعة أيضا تعيش في أجسامنا وهي كائنات حية دقيقة تعيش داخل جسم الإنسان دون أن تسبب ضرر على الصحة إذ أن لهذه الكائنات الحياة الصغيرة دور كبير في المحافظة على توازن الجسم ومحاربة البكتريا الضارة في حالة زيادة عددها. لذلك تواجد البكتريا النافعة أمر أساسي وضروري لصحة الجسم، وإختلال نسبتها قد يكون سبب في حدوث الأمراض.
+ تعريف البكتريا النافعة Probiotic
- كلمة Probiotic مأخوذة من اللغة اليونانية ومعناها مفيدة للحياة: (Pro = مفيد) و (Bio = الحياة). هذه البكتريا المفيدة معروفة من أكثر من 2000 سنة من أيام الرومان الذين اكتشفوا أن استعمال اللبن المخمر Fermented Milk أو اللبن الرايب يساعد على علاج أمراض المعدة والأمعاء والهضم والإلتهابات المعوية.
- في القرن التاسع عشر إكتشف العلماء الروس أن الشعب البلغاري يعيش أعماراً طويلة والسبب في أنهم يستعملون اللبن المخمر لإحتوائه على كمية كبيرة من البكتريا النافعة وبالتالي تساعد على محاربة البكتريا الضارة والإقلال منها في داخل الجسم لأن عملية التخمر كانت الطريقة التي تستعمل لحفظ المأكولات من قديم الزمان لعدم وجود الثلاجات والمعلبات والتعقيم وتجميد الطعام في الفريزر.
+ بداية دخول البكتريا النافعة لجسم الإنسان
- الجنين يوجد في محيط معقم داخل رحم الأم. أول مرة يتعرض الجنين للبكتريا النافعة هو أثناء ولادته الطبيعية عندما يبتلع البكتريا النافعة الموجودة في قناة الولادة.
- أيضا في حالة غذائه من لبن الأم الغني بالبكتريا النافعة التي تقوي الجهاز المناعي للطفل وتساعده على محاربة الإصابة بالأمراض.
- بعض الأبحاث وجدت أن الأطفال المولودين بالعملية القيصرية ويتغذون باللبن الصناعي معرضين بنسبة عالية للإصابة بالأمراض لضعف الجهاز المناعي لديهم.
+ أهمية البكتريا النافعة أثناء فترة الحمل والرضاعة
- أخذ البكتريا النافعة أثناء فترة الحمل تساعد على تقوية البكتريا النافعة الموجودة في الجهاز التكاثري في الأم وايضا تساعد على الوقاية من بعض مشاكل الحمل مثل عسر الهضم والإمساك والإسهال.
- أخذ البكتريا النافعة أثناء الحمل من المحتمل إنتقالها للجنين أثناء تغذيته وهو في بطن أمه.
- عندما تأخذ الأم البكتريا النافعة أثناء فترة الرضاعة تنتقل البكتريا النافعة للطفل عن طريق لبن الأم.
- أثبتت بعض الأبحاث أن تعرض الطفل للبكتريا النافعة في السنة الأولى من حياته تحدد مدى صحة الطفل في المستقبل.
+ فوائد البكتريا النافعة:
- تعزيز قدرة الجسم على إمتصاص المواد الغذائية وهضمها.
- كثرة نسبة البكتريا النافعة في الجسم تزاحم وتقلل من نسبة وجود البكتريا الضارة في الجسم ويضعف مفعولها الذي يسبب الأمراض.
- تعزيز عمل الجهاز المناعي وقدرته على محاربة العدوى والحماية من الأمراض.
- تساعد على تقوية الجهاز الهضمي فعندما تكون حالة الجهاز الهضمي صحية فإنه يزيل البكتريا الضارة والسموم والمواد الكيمائية وغيرها من المنتجات الضارة.
- المساعدة في السيطرة على الإلتهابات.
- المساعدة في علاج حالات الإسهال الحادة.
- المساعدة في الوقاية من الإسهال الناتج من استخدام المضادات الحيوية.
- البكتريا النافعة تساعد على تكوين الفيتامينات في الجسم.
- تحارب الأمراض مثل القرحة وسرطان الأمعاء الغليظة والإمساك والحموضة.
- تساعد على الهضم وتنظيم حركة الجهاز الهضمي وصيانة الأمعاء والحفاظ على قدرتها لإداء وظائفها على أكمل وجه.
+ فوائد البكتريا النافعة لكبار السن:
- من المعروف أن مع تقدم السن تقل نسبة البكتريا النافعة داخل الجسم وبالتالي تزيد نسبة البكتريا الضارة وهذا يعرض كبار السن للإصابة بالأمراض وسرعة العدوى بنسبة عالية.
- مع تقدم السن يضعف الجهاز المناعي مما يجعلهم أكثر إحتمالا للإصابة بالأمراض، ولهذا السبب أثبت العلماء العلاقة بين الإصابة بالأمراض مع كبار السن.
- كثير من كبار السن يعيشون في منازل المسنين ومنازل الرعاية والنقاهة والمستشفيات ويذهبون إلى عيادات الدكاترة بنسبة كبيرة مما يجعلهم معرضين إلى الإصابة بالبكتريا الضارة والإلتهابات الموجودة داخل هذه الأماكن.
- مع تقدم السن تصبح حركة وتقلص الأمعاء بطيئة مما تسبب عسر الهضم والإمساك. وقلة الحركة وضعف الغذاء يسبب هشاشة العظام وإحتمالات كسور العظام.
- أخذ مكملات البكتريا النافعة بانتظام يساعد على تقوية الجهاز المناعي الذي يحارب ويقلل من إحتمالات الإصابة بالأمراض وأيضا علاج كثير من الأمراض.
+ فوائد البكتريا النافعة عند الأطفال:
- قلة الغازات: يمكن أن تساعد على تقليل إنتفاخات البطن الناتج من الغازات والحماية من المغص.
- الحد من الإسهال: ممكن أن تؤدي إصابة القناة الهضمية إلى سيولة البراز. فالبكتريا النافعة تجعل الأمعاء أكثر قوة في مكافحة العدوى وتقليل الإسهال.
- هضم أفضل: تلعب بكتريا الأمعاء النافعة دور هام في هضم الطعام بشكل أفضل وتساعد على إنتاج المخاط داخل الأمعاء فيعزز الهضم وتقليل الإمساك.
- تقليل فرصة العدوى والإصابة بالأمراض: يمكن للأطفال الذين يتناولون الأطعمة الصلبة الغنية بالبكتريا النافعة بانتظام يقلل فرص الإصابة المتكررة بعدوى الأمعاء.
- إنتاج الفيتامينات وتحسين وظائف المناعة: يمكن للبكتريا المعوية النافعة إنتاج العديد من الفيتامينات للجسم وتحسين مناعة الأمعاء.
وإلى اللقاء في العدد القادم مع شرح كيفية زيادة البكتريا النافعة في الأمعاء وغذاء البكتريا النافعة والعوامل التي تضر وتقلل من نسبة البكتريا النافعة.