
يتحدث الكتاب المقدس عن الصوم منذ البداية , لقد صام موسي اربعين يوما واربعين ليلة عندما صعد على الجبل ليتحدث مع الله , لم يأكل او يشرب , في سفر استير عندما تحالف الاعداء ضد شعب الله لإهلاك وقتل وابادة جميع اليهود من الغلام الي الشيخ والاطفال والنساء في يوم واحد , يقول الكتاب ان مردخاي شق ثيابه ولبس مسحا برماد …كانت مناحة عظيمة عند اليهود وصوم وبكاء ونحيب وانفرش مسح ورماد لكثيرين” (استير1:4,3) ولكن في النهاية نجد انتصار شعب الله وانتهاء المشكلة. يذكر لنا الكتاب المقدس عن دانيال الذي كرس نفسه اذ يقول الكتاب :” اما دانيال فجعل في قلبه انه لا يتنجس باطياب الملك ولا بخمر مشروبه”. هذا نوع من الصيام المستمر اي التكريس , وهذا نجده ايضا في حياة بعض الاشخاص والرهبان الذين يعيشون بمثل هذه الطريقة , كما نجد ايضا انه كان قويا حسن المنظر كما ان الله اعطا دانيال حكمة هو والفتية الذين كانوا معه , كما انهم عند التجربة انتصروا جميعا ,نجي دانيال من الاسود، والثلاث فتية من نارالاتون . وهنا نجد نوع من الصوم في اوقات الضيق , ونوع اخر هو التكريس اي الاستمرار في الصوم كمنهج حياة.
العهد الجديد والصوم : تحدث الرب يوع عن الصوم على انه شيء واجب ولازم وطبيعي حتى نستطيع ان نتحكم في شهواتنا وان يكون الجسد تحت ارادتنا . نجد الصوم كمنهج حياة الذي عاش به القديس يوحنا المعمدان , لذلك نجد ان كل شيء يسير في انسجام منذ البداية , ولكن ما معني صوما روحانيا؟ الصوم الروحاني هو صوم له هدف وله نتيجة فيها يتدرج الصائم من مجد الي مجد , نصر الي نصر فهو صوما يميت الجسد ويحي الروح ليصل الي الهدف وهو
اولا : صوما له برنامج روحي , وهذا يتضح من برنامج الكنيسة المكثف في هذه الفترة من زيادة في الصلوات ورفع القداسات متأخرة المواعيد لإطالة فترة الصوم , هذا البرنامج يجب ان يكون ايضا برنامجا شخصيا خلال اليوم فيه يختبر الشخص صدق العمل وجديته , ربما يبدأ الشخص قليلا قليلا حتى يتدرج في النمو , وكلنا يعلم ما يجب ان نقوم به من اعمال محبة وصدقة وغيرهم من تداريب
ثانيا: الهدف يضع الشخص هدفا امامه يسعي اليه حتى يستطيع تقيم العمل والنتيجة ويستطيع ان يقول انه يسير نحو الملكوت لقد قال الرب يسوع:” الحق الحق اقول لكم : ان لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت فهي تبقي وحدها , لكن ان ماتت تأتي بثمر كثير” ( يو 24:12) وهذا يعني موت النفس , اسحاق الروح ,. في أحد المرات لم يستطع التلاميذ اخراج شيطان فسالوا الرب يسوع :” لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه؟ فقال لهم :” هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم (مر28:9).
ثالثا : تقيم العمل في نهاية مدة الصوم يجب على الشخص ان يجلس ويعطي حساب الوكالة , هل كان صادقا في صومه ؟ هل كان امينا ؟ ماذا استفاد من هذه الفترة هل كانت فترة ممتعة لكن وقتية ! ام كانت نوع من التدريب الذي يري له نتيجة ملموسة في الحياة اليومية , في الحقيقة ان اللحان الصوم وطقس هذه الفترة مشجع على النمو، ولكن المهم هو الاستمرار والحفاظ على المستوي، ولكن يمكن التصحيح والنهوض والاستمرار, معتمدين علي الرب يسوع السند والمشجع ومانح القوة.