
بقلمم: لطيف شاكر
خاص لـ أرثوذكس نيوز
تضع الفلسفة الهرمسية المصرية الانسان في مركز الخلق ويقول هيرمس بأن الانسان أعجوبة فانه يستطيع بعقله أن يدرك الكون وحتى يعرف الله وهو ليس مجرد جسد سيعيش ثم يفنى فهو روح خالدة لو استطاع تحقيق الميلاد الروحي من جديد قد يصير كائنا إلهيا.
– في المقبل من الأيام ستصير تعاليمي اكثر غموض عندما نترجم إلى اليونانية من لساننا المصري – حيث تشوه الترجمة كثيرا من معانيها – أن هذه التعاليم تبدو بسيطة واضحة في لغتنا الأم حيث يردد صوت الكلمة المصرية شكل ما يقصد بها. ولابد من اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة حتي لا تفسد هذه النصوص المقدسة بالترجمة إلى اليونانية التي هي لغة مغرورة ضعيفة غير قادرة على إحتواء القوة التي في كلماتي – إن اللغة اليونانية تنقصها قوة الابداع – والحكمة اليونانية لغو فارغ لغتنا المصرية هي اكثر من مجرد كلمات فان مخارجها تفيض بالقوة والنغم – .
الحكمة الخالصة هي الجهد الروحي في التأمل المستمر للوصول الي معرفة الاله الواحد لكن سيأتي زمان لايطلب فيه احد بذل جهد في الحكمة بطهارة قلب ووعي.
إن اولئك الذين يحملون الضغينة في نفوسهم سوف يحاولون منع الناس من اكتشاف هبة الخلود التي لاتقدر بثمن – فالحكمة ستصير غامضة مغلفة بصعوبة و الفهم وستفسدها النظريات الوهمية وسوف تشتبك في حيل العلوم المحيرة كالرياضة والموسيقي والهندسة .
اني اتوقع ان يأتي في قادم الزمان متكلمة اذكياء غايتهم خداع عقول الناس لابعادهم عن الحكمة النقية وفي تعاليمهم سوف يدعون ان اخلاصنا المقدس كان بلا جدوي وتقوي القلب وعبادة اتوم التي يرفعها اليه المصريون ليستا سوي جهد ضائع.
مصر صورة للسموات ويسكن الكون كله هنا في قدس معبدها لكن الاله سوف يهجرها ويعود الي السماء ويرتحل من هذا البلد الذي كان مقرا للروحانية..ستصبح مصر مهجورة موحشة محرومة من وجود الاله يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة – ان هذا البلد الزاخر بالمعابد والاضرحة سيضحي مليئا بالجثث والمآتم والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء وستفيض مياهه محملة بالقبح.
هل يحملك ذلك علي البكاء ؟
بل سيتبع ذلك ماهو انكي
فهذه البلاد التي علمت الروحانية لكل الكائنات الانسانية واحبت الاله يوما بولاء عارم فتفضل بالاقامة في ارضها – هذه البلاد ستتفوق علي الجميع في العنف .
سيتجاوز عدد الموتي الاحياء الذين اختفوا من علي وجه الارض وسيعرف المصريون بلغتهم فقط اما اعمالهم فلن تختلف عن الاجناس الاخري …آه يامصر !!
لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ ولن يلقي تصديقا حتي من ابنائك انت نفسك.
لن يبقي شئ يروي عن حكمتك الا علي شواهد القبور القديمة.
سيتعب الناس من الحياة ويكفون عن رؤية الكون كشئ جدير بالعجب المقدس .
ولسوف تصبح الروحانية التي هي اعظم بركات الله مهددة بالفناء وعبئا ثقيلا يثير احتقار الغير .
ولن يكون العالم جديرا بالحب ولا كشاهد عظيم علي فضل الاله – ولا كوسيلة للارادة الربانية التي تذكي في مشاهدها الاجلال والحمد.
ستضحى مصر ارملة… فكل صوت مقدس سيجبر علي الصمت…وتفضل الظلمة علي النور – ولن ترتفع عين الي السماء.
سيدمغ الصالح بالبلاهة – وسيكرم الفاسد كأنه حكيم….وسينظر الي الاحمق كأنه شجاع – وسيعتبر الفاسد من اهل الخير.
تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية والانكار – ولاتسمع ولا تصدق كلمات تبجيل وثناء تتجه الي السماء.
لقد كنت الشاهد من خلال العقل الواعي علي ماخفي في السماء – وبالتأمل وصلت الي معرفة الحقيقة – وصببتها في هذه المتون .
هاانذا هيرمس المعظم بالثلاثة أول إنسان وصل الي جماع المعرفة – سجلت في هذه المتون اسرار الإله في رموز خفية – بحروف مصرية مقدسة – في امشاق علي هذه الصخور – واخفيتها لعالم المستقبل – الذي سوف يحاول فيه الانسان فيه البحث عن حكمتنا المقدسة.
كلمات هرمس (مثلث العظمة) العنوان الأصلي (بالهيروغليفية) يظن انه الحكيم الفرعوني – تحوت – وهرمس شخصية مغرقة في القدم ويكتنف الغموض أصلها وانتماءها العرقي. كل ينسبها إليه، فاليونانيون يعدونه يونانياً، والمصريون القدماء يعدونه مصرياً، والعرب يعدونه منهم (ادريس) وكذلك يدعي الفرس وغيرهم أنه منهم. ولعلّ هذا التداخل والتضارب يعود إلى تلك المرحلة البعيدة من الاختلاط بين شعوب الأقوام التي كانت تعيش في البقاع التي كانت تشكل مركز العالم القديم فكان للجميع مساهمتهم. ومن هنا، ربما، كان لكل جهة أن تتبنى هذه الشخصية.
هذه أقدم المواعظ الدينية التي وصلتنا من العالم القديم، و هي تنسب إلى الحكيم المصري تحوت والذي قيل عنه انه تحول بحكمته إلى كائن رباني، وقد قدس تحوت في مصر القديمة منذ ما قبل عام 3000 قبل الميلاد على أقل تقدير، كما يعزي إليه اختراع الكتابة الهيروغليفية – المقدسة. وتصوره حائطيات المعابد المصرية والمقابر على شكل طائر تحوت. وقد كان رسول الآلهة، وكاتب أعمال الإنسان، وهو الذي سوف يقرر في الحياة الأخرى، في قاعة المحكمة العظمي لأوزير، ما إذا كان المتوفى قد اجتاز معرفة روحية وطهارة بحيث يستحق مكانا في السماء. ويقال أيضا في النصوص المصرية القديمة أن تحوت قد كشف للمصريين علوم الفلك، والعمارة، والهندسة، والطب، والإلهيات، وقد كان اليونانيون يبجلون المعرفة الروحانية المصرية، ويعتقدون أن تحوت هو باني الهرم، وعرفوا تحوت باسم إلههم هيرميس: رسول الآلهة، ومرشد الأرواح في مملكة الموت. وقد أضفوا عليه لقبا لتمييزه عن إلههم هو – مثلث العظمة – .