
ارمينيا | اذربيجان
بقلم مريم هارتونيان / اميل غولييف في باكو
أعلنت أرمينيا مساء الثلاثاء 11/16 التوصل إلى هدنة مع أذربيجان إثر “وساطة” روسية بعد يوم من الاشتباكات بين قوات البلدين قرب منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها ما اثار مخاوف من تصعيد عسكري بين يريفان وباكو.
قالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان “بوساطة من الجانب الروسي، تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء إطلاق النار على الحدود الشرقية لأرمينيا ابتداء من الساعة 6:30 مساءً” (14:30 ت غ). وأضافت أن “الوضع استقر نسبيا” وأن جنديا أرمنيا قُتل في الاشتباكات يوم الثلاثاء.
وافادت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان عن مقتل جندي أرميني وجرح أخر في الاشتباكات، وتبادل الجانبان التهم ببدء “الهجوم” و”الاستفزاز”.
وكانت وزارة الدفاع قد اوردت في وقت سابق سقوط قتلى في الجانب الأرمني” خلال الاشتباكات.
ويأتي الاعلان عن الهدنة بعيد دعوة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بهذا الصدد، وكان قد تحدث هاتفيا مع نظيريه الأرميني والأذربيجاني وحثهما على “إنهاء الأعمال التي تؤدي إلى تصعيد التوتر”، بحسب الجيش الروسي.
تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جهته، هاتفيا في المساء مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باتشينيان.
وفي هذا السياق، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء المسؤولين الأرمن والاذربيجانيين الى “وقف التصعيد بشكل عادل” و”وقف شامل لاطلاق النار”.
اندلعت هذه المواجهات بين ارمينيا واذربيجان بعد تصعيد استمر عدة أسابيع ما اثار مخاوف من استئناف حرب دامية جرت السنة الماضية بين هذين البلدين الخصمين في القوقاز.
جرت الحرب على مدى ستة أسابيع في خريف 2020 وأوقعت أكثر من 6500 قتيل وانتهت بهزيمة كبرى لارمينيا التي أرغمت على التنازل عن عدة مناطق في محيط الجيب المتنازع عليه.
- خسائر بشرية ومواقع –
أشارت ارمينيا في وقت سابق إلى أنها منيت “بخسائر” بشرية، وفقدت السيطرة أيضا على “موقعين عسكريين” إثر هذه المواجهات فيما اسرت أذربيجان 12 جنديا أرمنيا.
من جانب آخر، أعلنت أيضا أنها ألحقت “خسائر فادحة” بالقوات الأذربيجانية.
ندد باتشينيان خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الثلاثاء “بالاعتداء على الأراضي الأرمنية ذات السيادة”.
وأعلن أمين المجلس أرمين غريغوريان أن أرمينيا، العضو في تحالف تقوده موسكو، طلبت مساعدة روسيا.
حملت أذربيجان الثلاثاء مسؤولية المواجهات الأخيرة لأرمينيا قائلة إن قواتها “قامت باستفزاز واسع النطاق” عبر مهاجمة مواقع باكو في مناطق كلباجار ولاتشين في غرب قره باغ بحسب وزارة دفاع اذربيجان.
استعادت باكو السيطرة على هاتين المنطقتين السنة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الاذربيجانية في بيان إن “العسكريين الاذربيجانيين صدوا هجوما مضادا للقوات الأرمنية … الجنود الأرمن يغادرون مواقعهم وقد انتابهم الذعر والخوف”.
أشارت باكو الى إصابة جنديين اذربيجانيين بجروح في معارك الثلاثاء.واتهمت وزارة الخارجية الأذربيجانية يريفان “بالتسبب عمدا بتصعيد التوتر هذا”.
رغم توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ونشر جنود حفظ السلام الروس، بقي التوتر على أشده بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.
ونشر جنود حفظ سلام روس في المنطقة في نوفمبر 2020 في إطار وقف لاطلاق النار تفاوض عليه الرئيس فلاديمير بوتين.
خاض البلدان أيضا في التسعينات معارك حول قره باغ انتصرت فيها يريفان آنذاك. ويتحدث البلدان باستمرار عن تجدد العنف وسقوط ضحايا في صفوف الجنود.